القيم بين المطلق و النسبي: العمل، بين النجاعة و العدالة
مقدمة
يطرح هذا المبحث العلاقة الممكنه بين العمل بما هو نشاط انساني ناجع ومنتج للمنفعة والمردودية، من جهة وبالعدالة الاجتماعية من جهة ثانية . وهو ما يدفعنا للتسائل:
هل يمكن ان يهتم العمل بعدالته وفي نفس الوقت يهتم بنجاعته؟
ألا تقتضي العدالة التضحية بالنجاعة، ام ان العمل لا يحقق انسانيته الا بالنجاعة؟
هذه الاشكاليات يمكن ان نقاربها في ما يلي.
تعريف العمل
يمكن ان نميز بين الفعل وبين العمل
يمكن ان نعرف الفعل بأنه نشاط حيواني يتحقق من خلال اشباع حاجاته الضرورية من الطبيعة، وتبع لذلك فإن الفعل هو بضرورة نشاط غريزي . لا يمكن ان يرتقي الى مرتبة العمل الانساني، كنشاط يحقق البيولوجي والغريزي وكذلك العاطفي والنفسي وكذلك الفكري.
من هذا المنطلق يميز الفيلسوف ارسطو بين الفعل الحيواني الذي تحكمه الغريزة بالضرورة . رغم ان التراث المسيحي والتراث اليوناني يحقر من شأن العمل اليدوي ويعتبره خاصية العبيد، بل هو عند المسيحيين لعنه الله على الانسان . وذلك خلافا للفلاسفة الذين اهتموا بالعمل الى درجة اعتبار ان العمل يحقق انسانية الانسان . ولا يمكن لها أن تتحقق بدونه فهو يغير الطبيعة بعمله ويغير نفسه ويطورها من خلال تغييره للطبيعة . لذلك يبين ماركس ان الانسان هو كائن نوعي ومتميز على الحيوان من خلال العمل فالعمل خاصية انسانية ومن شروط العمل حسب ماركس، هي وسائل الانتاج او ادواته التي تطوره . عبر التاريخ من الطاقة العضلية الحيوانيه الى أشكال حديثة وجديدة وكذلك قوة الانتاج وهو العامل وهو الانسان موضوع الانتاج الذي يتمثل حديثا في المصانع وقديما في الارض.
حمل ملخص الدرس من هنا ويتميز العمل بأنه فعل يتميز باستعمال العقل والابداع.
ويمكن ان نعرف العمل بأنه نشاط انساني ذهني وعضلي هادف الى تغيير المادة الخاظ أو الطبيعة
للحصول على عمل المنجز وثروات يتم تبادلها بين افراد مجموعة بشرية معينة
العمل و النجاعة
بينا إذا ان العمل هو نشاط انساني بامتياز يغير الطبيعة والمادة الخام للحصول على ثروات وخيرات . وهذه المردودية او الانتاج هي التي نسميها نجاعة بعتبار أن العمل هو نشاط غائي وهادف يتوسل في سبيل تحقيق هدفه أي في سبيل المردوديه والانتاج والنجاعة عدة وسائل تتمثل اساسا في التقنية لغاية وفرة الانتاج . وما يعرف بالإنتاجية او النجاعة، وهو ما يجعلنا نتحدث عن التقسيم التقني والفني للعمل، فنحن نعلم انا الفيلسوف تايلور الامريكي و الذي اخذت منه اشتقاق كلمه تايلرة
دعاء الى توزيع عمليات الانتاج بين العمال . حيث يخضع نفس المنتج الى عده تقسيمات في مرحلة انشائه أو ابتكاره وهو ما يعرف باتيلرة او تسلسلية العمل، دفعنا لإستعمال هذا الخيار تايلور بعتبار ما فيه من ايجابيات تدفعنا لعمل بهذا النظام بما فيه من تحفيز للمردودية الانتاجية، حيث ان كل فرد يقوم بجزء من عملية الانتاج . أدي هذا الخيار الي التضحيه بالعامل اي بابداعاته وخياله وبقدرته على الخلق وهو ما ينتج له شعور بالقلق والملل ولا عدل اي غياب العدالة.
و يقصد بالعدالة المساواة بين الافراد في الواجبات وفي الحقوق . تفيد العدالة التوزع المتساوي لمراحل الإنتاج بين العمال وهذا التساوي يعتبره مجموعة من الفلاسفة على غرار ارسطو فضيلة اخلاقية فهو يوزع الثروة بشكل متساوي هكذا لا يكون العمل انسانيا الا اذا حقق العدالة او المساواة بين جميع الافراد .
فما هي معايير هذه المساواة؟
في هذا الاطار يميز ارسطو بين اشكال عديدهةللعدالة مثل العدالة التعويضية والعدالة التوزيعية.
المنفعة و العدالة
ان العمل يثير مشكل فلسفيا يصعب حله ويرتبط هذا المشكل بمسببات عديدة . بطريقة تثمين جهد العامل بما ان العامل الذي يتمتع بالمهارة والموهبهة في عمله تكون له قدرات عالية تسمح له بإنتاج اوفر و افضل . مما يدفعه الى المطالبة بأجر اكثر من غيره من العمال الذين تنقصهم مهارات متساوية، لو افترضنا ان هذا العمل سوف يحصل على مكافأت اكثر على انتاجه فان ذلك سيؤدي الى نوع من اللامساوات او اللا تكاؤ أو اللا عدالة
ومن جهة اخرى عندما لا نكافئ هذا العامل المقتدر فقد نغبطه بذلك حقه اي قد لا نكون عادلين معه، يقترح الفيلسوف جون ستيوارت ميل حلا لهذا المشكل الفلسفي يسميه النجاعة الاجتماعية وهي النجاح التي تضع مصلحه الفرد فوق كل الاعتبار . لأن الفرد يتمتع بالحرية المطلقه في التصرف وفعل ما يريد وهو سيد الذات لكن المصلحه الفرديه لا تتعارض مع مطلب
النجاعة الإجتماعية . فلا تناقض اذا بين العدالة والنجاعة من جهه نظر الفلسفة النفعية . وضع الامريكي
جون راولس نظرية سياسية في العدالة تقوم على مبدأين، هما وجوب تساوي افراد دولة معينة بمعنى مواطنيها في الحقوق والحريات الاساسية، وكذلك وجوب المساواه وتكافؤ الفرص بين كل الافراد
والمواطني فالمبدا الاول يهتم بإسناد الحقوق والواجبات للمواطنين بشكل عادل اي متكافئ، أما المبدأ الثاني فيه تتوزيع المنافع والثروات الاقتصاديه بشكل عادل.
و تبقا لذلك يتم التنظير للدولة الليبرالية حسب رأي منضريها هي دولة الحريات، توزع المداخيل والثروة على ناقل متكافئة بشكل عادل وهو ما يدعى بإعطاء كل ذي حق حقه، ذلك طبقا لمبادئ الانصاف والعدل والمساواة بين الجميع . وبذلك تصبح العداله اي الانصاف ضرب من الاتفاق العام فلا يمكن ان نعترض على اختلاف بين اجور العمال والرؤساء . وبذلك يكون مقبول فالاختلاف في الاجور لا يعتبر مناقضا للعدالة.
لكن خصوصيات العمل اليوم تجعل هذا التساوي محل تشكيك، لأن العمل يرتبط اليوم بالسوق وبالمال كما يمثل القيمة اليوم هو المال لا جهد الانسان، وإبداعاته. واصبحنا اليوم نتحدث عن نشاطات مهنية انسانية ترتبط بالمنفعه والمردودية . لا ينتظر منها الانسان تحقيق كيانه وذاته. أدي ارتباط النجاح بالمردودية والربح اضافة الى غياب التكافئ بين العمال . في توزيع الانتاج والثروات الى شعور العامل بالاغتراب والتشتت وضياع النفس لذلك يسعى الانسان بما هو مواطن في اطار دولة معينة، الى تغيير الظروف لتحقق انسانية العامل.
العمل و الإغتراب
اعتبر كارل ماركس ان العمل نشاط يحقق انسانية الانسان، إلا انه بين في نفس الوقت ان النظام الاقتصادي الرأسمالي قد يكون سببا في سلب الانسان لحريته وإرادته . ويؤدي الى شعور الانسان بالغربة عن انتاجه وعن ذاته في نفس الوقت وهو ما يمكن تعريفه بالاغتراب . يعرف كار ماركس الاغتراب بقوله "يصبح ما هو انساني حيواني وما هو حيواني انساني" فعندما يقوم العمل على اساس الطبقية والتفاوت بين الطبقات
وهوما يعرف بالتفاوت الطبقي بين مالك وسائل الانتاج،
(المصانع والمؤسسات الانتاجيه) و العمال نتيجه لذلك يشعر العامل بالاغتراب ويفقد انسانيته عندما تسلب منهم الإرادة و الحرية حسب ماركس يوجد شكلان للاغتراب اغتراب يكون خارج العمل عندما يصدر المنتوج خارج بلاد العمل، ويكون ثمنه باهض ولا يستطيع العامل اقتناءه وإغتراب داخل العمل حين يكرر العامل نفس الحركة فيشعر بالملل في نظام التيلرة . عند استغلال العمال يفقد العمل انسانيته.
للإطلاع علي تلخيص محور الإنية و الغيرية
((( اضغط هنا )))
للإطلاع علي تلخيص محور التواصل و ألأنضمة الرمزية
((اضغط هنا)))
للإطلاع على تلخيص محور الخصوصية و الكونية
((( اضغط هنا )))
لا تنسي النزول لأسفل الصفحة و الإشتراك لتصلك
كل التلاخيص أول بأول