أخر الاخبار

فلسفة تلخيص المحور الثاني، التواصل و الأنظمة الرمزية.

فلسفة تلخيص المحور الثاني، التواصل و الأنظمة الرمزية.

تلخيص المحور الثاني التواصل والأنظمة الرمزية

1 في معني التواصل ودلالة الأنظمة الرمزية


التواصل لغة: هو علي وزن التفاعل وهو يعني تبادل الفعل والانفعال ، فإن كان الاتصال هو بث الخطاب من طرف واحد ، تجاه متلقي سلبي.
فإن التواصل يقتضي مشاركة الطرفين المنتجين للخطاب، التواصل هو تبادل للوصل (تبادل حب البقاء و الرغبة فيه)، يفترض اشتراك الجميع في الرغبة في اللقاء.
كأن بهابر ماس وهو يميز بين الاتصال و التواصل يميز بين خطاب سلطوي وخطاب غير سلطوية يتشارك فيه الجميع في البث والتقبل.
يحتاج التواصل بين البشر الي مجموعة من الوسائط، بعضها رمزي والبعض الآخر غير رمزي
فماهو مفهوم الوسيط الرمزي وكيف نميز بينه وبين الوسيط الغير رمزي؟
يمكن أن نعرف الوسيط علي انه كل ما يحقق الاتصال بين طرفين، وهو كل ما يفتح الباب أمام قطبين. الوسيط هو كل ما يؤمن الوساطة بين الانا والاخر.
يمكن في هذا السياق أن نميز بين الوسيط المادي والوسيط التقني و الوسيط الرمزي.
يتمثل الوسيط المادي في وسائل متنوعة(طرقات / سكك حديدية...) يمكن أن يؤمن اللقاء و الوصل بين مسافات بعيدة.
اما الوسيط التقني يتمثل في الوسائل الاتصالية الحديثة من راديو، تلفاز ...
اما الوسيط الرمزي فهو الشبكة من العلاقات و الرموز التي ينشأها الفرد في علاقته بالأخر وبذاته و بالعالم المحيط به .
يقوم الوسيط الرمزي بوضائف عدة لعل أهمها الوضيفة التواصلية.
يمكن مع كاسيرار لن نميز بين ثلاث وضائف للوسيط الرمزي، الوضيفة الوجودية الانطولوجية و الوضيفة المعرفية و الوضيفة التواصلية.
اذا كان الحيوان يتفاعل مع محيطه ويتأثر بشكل غريزي مباشر، فإن المنظومات الرمزية تكون بمثابة الوسيط التواصلي بين الانسان و الطبيعة.
يقول كاسيرار ( تجعلنا نعيش في بعد جديد من أبعاد الواقع)
اما من حيث الوضيفة المعرفية تجعل المنضومات الرمزية أفعال الانسان مجرد انفعالات غريزية عفوية، الي أفعال يسبقها تفكير وتأمل ووعي هكذا تؤسس الوسائط الرمزية عامة و اللغة خاصة وضيفة معرفية.
وتسمح الوضيفة التواصلية الوسائط الرمزية للانسان بتواصل مع ذاته ومع الغير فهي أدوات تعبير.

نضام اللغة


اللغة هي مجموعة من الرموز السوطية حروف، كلمات، إيماء، الفاض، جمل. وهي تدل علي الأشياء و الأفكار و المشاعر يعرف بنفنيست اللغة بأنها مجموعة من العلامات الرمزية، التي تمكن الانسان من تمثل الاشياء و الأفكار وتعويضها.

اللغة هي ملكة التمثل الرمزي لدي الانسان.و يميز بنفنيست في العلاقة اللغوية بين الدال اي الوجه السوطي للعلامة اللغوية وبين المدلول وهو الوجه التصوير الذهني للعلامة اللغوية ، اي ما يرتسم في الذهن أثناء النطق بالكلمة.

يعتبر بنفنست أن اللغة خاصية إنسانية فهي تمكن من تعويض الأشياء بالأسماء و الكلمات. تمكن اللغة الانسان من العيش في عالم الكلمات ، وعالم الرموز بدل العالم الموضوعي المادي .
هكذا تمثل الغة ملكة ترميز مميزة جديرة بأن تمثلةخاصية الانسان النوعية.

اذا ماهي جملة الخصائص التي تؤهل اللغة لكي تتبوء هذه المكانة الرمزية المميزة؟
تتميز اللغة الإنسانية يطابعها.
الاعتباطي/المتمفصل/ الحواري.
ليست العلاقة بين الرمز اللغوي و المرجع ضرورية. فالعلاقة اللغوية ليست الا مجرد اتفاق اجتماعي او متواضعة اجتماعية .
ولعل تعدد الالسن(لسان عربي ، لسان الماني...) ووجود مرادفات متنوعة لنفس المرجع لنفس اللسان مثال الأسد يمكن أن نسميه الليث او الهزير ... خير دليل علي الطابع الاعتيباطي للغة الإنسانية.

اما الطابع المتمفصل :يتطلب الطابع المتمفصل للغة الإنسانية في قابلية الجملة التقطيع لكلمات وهذه الكلمات يمكن تقطيعها لحروف، تمكنا اللغة من صنع الكثير بالقليل فمن خلال عدد قليل من الحروف يمكن تكوين عدد كبير من الكلمات.
ويجسد الطابع الحواري للغة في المستطاع الخطابي للغة فهي ضرب من التخاطب .

تكشف هذه الخاصية الحوارية للغة القدرات التواصلية لهذا الوسيط.
يحيلنا هذا الي التسائل عن وضائف اللغة.
تضطلع اللغة بوضائف ثلاثة. تسمي الوضيفة الأولي الوضيفة المعرفية حيث تعوض اللغة أشياء العالم المجهولة بكلمات وبتالي تسهل معرفتها. يقول بنفنيست (أن التحول الرمزي لعناصر الواقع الي مفاهيم هي العملية التي بواسطتها يتم اكتمال القدرة المعرفية للفكر)
ويقول غوزدورف ( ينادي الانسان العالم ويدعوه للوجود وقد يضاف الي ذلك أن العالم يدعو الانسان)
تمكن اللغة من تشخيص العالم ليصير انا اخر.
اما الوضيفة الثانية باسمي الوضيفة التعبيرية، حيث تستخدم الذات اللغة كوسيلة للتعبير عن افكارها .
اما الوضيفة الثالثة وهي الوضيفة الحوارية ، تكمن هذه الوضيفة الحوارية في اكتشافةالمتكلم بذاته بعتبارها طرفا دائما في عملية الحوار . وفي هذا الإطار تكتشف الآنا أنها في تقابل مع الآغير كذات وهي تقف قابلته وهو يقف قبالتها فأقول له انت و يقول لي انت .
الحوار هو مجال تقاطع بين الأفراد

الحدود التواصلية للغة.


في مستوي علاقة الانسان بغيره كثيرا ما تتحول اللغة الي سلطة تفرض هيمنتها علي الأفراد. يقول "رولان بارث" (اللغة توجيه واخضاع معممان)
ويكشف" فوكو" عن الطابع السلطوي للغة حيث أن من يمتلك هذه السلطة يمكنه أن يحكم الأفراد ويخضعهم.
اما في مستوي علاقة الانسان بنفسه، تعجز اللغة في كثير من الأحيان عن التعبير عن ما يحتاج فينا من مشاعر واحاسيس. وحين تعجز الذات عن التعبير عن مشاعرها تلجأ الي استعمال عبارات متداولة وبذلك تصبح الذات غريبة عن ذاتها.

نضام الصورة : Image


تشتق عبارة الصورة من العبارة اليونانية الايقونة، وهي تعني النسخة المشابهة لشئ ما او موضوع يمكن أن يكون هذا الموضوع فكرة ، شعور ، مادة.
يمكن أن نميز بين الصورة بماهي تصور ذهني وبين الصورة بما هي تمثيل حسي للأشياء .
الصورة بما هي تصور ذهني هي الأمثلة المجردة لشئ ما في الذهن .
الصورة بما هي تمثيل حسي للأشياء ، اعتمد البشر طوال تاريخهم عن الرسوم والاشياء لتمثيل صور شبيهة بالاحداث و القيم و الافكار و الاشياء عموما (الصور المنحوتة نحتا والمرسومة رسما ) يمكن ان نسمي العصرة الراهن عصر "الفيديوسفار".
يمكن أن نميز بين ثلاث عصور مرت بهم الإنسانية (الفيديوسفار / الغراغوسفار/عصر الفيديو سفار ) وهو عصر الصورة المعروضة علي الشاشة
من الصور التلفزية الي الصور الرقمية.
تتمثل هذه التقنيات أساسا في القدرة علي الالتقاط وتركيب الصورة .
تتميز الصورة بمستطاعات تواصلية عدة حيث يعتبر ريجيس دبروي و غي دبروي ان الصورة قادرة علي تأمين تواصل الانسان مع العالم ،يمكن للصورة أن تجعل رؤيتي للعالم حقيقية. يمكن القول ان العالم اطار متغير تجري فيه احداث كثيرة ومتغيرة ، شديدة التنوع ودائمة التجديد ، وبما ان الصورة تتميز بتنوع مشاهدها وسهولة نقلها للاحداث فهي تعد اكثر الوسائط قدرة علي التشبه بالعالم. تجعل الصورة العالم في غاية الانكشاف و الوضوح وكثرتها ملائمة لكثرة الاحداث وتدفقها.
بواسطة تقنيات الفيديو يمكن نقل الأحداث بصفة مباشرة وبدون وساطة وبسرعة الضوء .
حيث لا يمكن أن ندخل علي الصورة تصور وتأويل يالمقارنة بالغة. هكذا لم يعد العالم في عصر الصورة مستعصي علي الإدراك المباشر .
اما في مستوي علاقة الانسان بالانسان تمكن الصورة من تجاوز التناقضات اللغوية والدينية فإن كانت كل من اللغة و المقدس يفرقون البشر فإن الصورة تجمعهم.
هكذا نجد أنفسنا اليوم إزاء مجتمع عالمي يتشكل فوق المجتمعات المحلية.

الحدود التواصلية للصورة

في عصر الصورة انتقلنا من العالم بعتباره معيش مباشر الي عالم بعتبار تمثلات مشهدية، ليس لها في الغالب مقابل في الحياة الواقعية، قصور التي نشاهدها في الغالب ليست ذات اصل محدد. يقع التلاعب بها باستعمال تقنيات الفيديو الحديثة. " فوتوشوب" ويمكن التصرف فيه حسب الحواسيب و الشبكات الإعلامية.
باستخدام تقنيات مثل التضخيم عبر محاكمة الفرجات علي مشهد معين و تقنية الاستبعاد عبر استبعاد كل المشاهد والتركيز علي مشهد معين .
هكذا لم تحافض الصورة علي صفة الحياد التي تدعيها. وفي المقابل تساهم في بث الفوضي و الشقاق.
هكذا يتوقع ريجيس دبروي موت المجتمعات نتيجة لهذه الصورة المشوهة في عصر الشاشة .

نضام المقدس الديني


المقدس لغة من قدس يقدس تقديسا، اي نزه الشئ وطهره من كل دنس وعيب . والشيء المقدس هو الطاهر من كل عيب. يفترض التقديس الطاعة والولاء المنطلق .
يمكن أن ينسحب هذا التوصيف علي الاماكن فنقول أماكن مقدسة.
او علي الأشخاص القديسيين والأحداث مثل الاعياد.
اذا يمكن التمييز بين المقدس والمدنس، يضم الاول كل صفات الكمال والرفعة و الثاني يختلط بالوضاعة و النقص .
نعني بالمقدس الديني تلك الرابطة التي تؤلف بين البشر بعتبارهم يشتركون في وحدة الأصل و المصير.

وهي تلك الرابطة المقدسة بين كائن يعتقد أنه مخلوق مكائن يعتقد أنه خالق ،أن المخلوق يعبر عن تقديسا لتلك البنية المتعالية عبر طقوس هذه الطقوس تمثل عامل وحدة.
اذا كانت عوامل الفرقة كثيرة و متجذرة في طبيعة الانسان فإن الدين يستل تلك الموانع العدوانية ويجعل الاجتماع الإنساني أمر ممكن .

 "يقول ايريك فروم"(لا يوجد في الماضي حضارة ولا توجد الان حضارة ويبدو أنه لن توجد في المستقبل حضارة يمكن اعتبارها بلا دين)

الحدود التواصلية المقدس الديني

رغم كل الحلول التواصلية للمقدس الديني، الا انه لا يمكن إنكار ما مثل سبب رئيسي لمشاكل متنوعة مثل العنف و الإبادة الجماعية وسبب في بث مشاكل الاضطهاد الديني و انتهاك حقوق الإنسان علي اساس طائفي، يسمي" فولتير" هذا ب "داء التعصب".
يلاحظ فولتير أن التعصب الديني ، ينطوي علي مفارقة ، فالمتعصب يقوم بالقتل والنهب والتخويف واشد أنواع الترويع من وذلك من أجل مبادىء دينية سامية.
يعتبر ابن خلدون أن اشد أنواع الحروب وحشية هي التي تقوم علي اساس طائفي.

في التقاطع بين الأنظمة الرمزية

رغم تعدد وتنوع في الأنظمة الرمزية إلا أنها تشترك في العديد من الامور. من حيث المنطلق، حيث اخترعها الانسان لغاية واحدة وهي تحقيق التواصل، والسيطرة علي الطبيعة. وكذلك تنبع من نفس الأصل فدين و الاسطورة مثلا تنبع من نفس الأصل الذي ينبع منه السحر . وهو الرغبة في السيطرة علي الماورائيات و التعرف عليها .
ومن حيث المبادىء و الأهداف فكما ذكرنا سابقا كلها تهدف لتحقيق تواصل حقيقي وجدي. 

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -