المحور الثالث الخصوصية و الكونية لشعبة الأداب و الشعب العلمية: academy
مقدمة حول محور الخصوصية و الكونية
ان المتأمل في تاريخ الفلسفة و خاصة منها الفلسفة الحديثة، يقدر أنها تمارس التضنن أو إسائة التضنن في كل ما يعترض صفوها من مسائل ولعلنا اليوم نشهد هذه الضوضاء، و هذا الزخم حول الكونية.
وما يعتري مشروع الكوني من شكوك تصدح بها الخصوصيات.
فهل أن تعدد الخصوصيات عامل فصل أم عامل وصل؟
وهل يمكن تحقيق مشروع الكوني في ضل كثرة الخصوصيات؟
اسباب الخلاف بين الخصوصيات ومألاته
انغلاق الهويات
يفسر فولتير اسباب الخلاف بين الخصوصيات و انغلاقها "بداء التعصب". حيث انه يشرح
اسباب تحول الاختلاف الى خلاف بين الخصوصيات.
فما هي عوامل تحول الإختلاف الى خلاف بين الهويات؟
يعتبر فولتير انا التعصب هو سبب تحول الاختلافات بين البشر الي خلافات حادة بينهم.
مفهوم التعصب
في نظر فولتير هو داء أو مرض يصيب العقل البشري، انه بمثابه الفساد الذي يعتري العقل فيجعل الانسان متطرف.
هذه المفاهيم تصف تحول الانسان من وضع الإحتكام الى العقل المتزن الحكيم، الى وضع الإنفعالات والاهواء والنوازع العدوانيه فالمتعصب لا ينصاع الى مبدء العقل، انما يخضع الى اهوائه . يصف فولتير المتعصب ذلك المترهبن الذي تخضع أفعاله الى اهوائه ونزوعاته.
تلتقي هذه الافعال دلاليا في العصر الراهن بمفاهيم الارهاب وتطرف والتشدد، كل هذه المعاني تلتقي حول الإشارة الى غياب العقل ومرضه
فماهي الأسباب التي تصيب العقل بالتطرف؟
التعصب و التطرف
يتفق فولتير مع تايلور الى الإشادة بالخصوصية، فالإعتزاز بالانتماء الى خصوصية محددة يمد الفرد بالشعور بالمعنى و القدرة على ابداء موقف.
من حق كل فرد ان يعتز بانتمائه الى خصوصيتة، وهذا الاعتزاز بالانتماء يتحول الى خطر حين يصاب الانسان "بداء التعصب". ينبهنا فولتين الى تحول هذه الخصوصيه الى خطر.
مضاهر التعصب الهووي ومجالات تجليه
يتجلى التعصب الهووي في المجال اللغوي والديني والحضاري فكل مجموعة بشرية تتغنى بلسانها الخاص ولغتها الخاصة بمقدساتها الدينية وطقوسها المميزة.
يعتبر فولتير في هذا السياق ان العامل الديني هو أشد العناصر تاثيرا في توحيد الأفراد. وتجمعهم كما يتجلى التعصب الهووي في اعتزاز بعض المجموعات البشرية بمستواهم الحضاري يطلق فولتير على هذا الاعتزاز "بالمركزيه الثقافية" هذا يعني ان كل مجموعة لغويه دينية او حضرية او عرقية تعتبر ان حضارتها مركز الكون اما بقيه الحضارات فهي مجرد اطراف.
يعتبر الاختلاف بين الخصوصيات ظاهره ملازمة للوجود البشري.
نتائج الانغلاق الهووي
يعتبر سامويل هنتنجتون مؤلف كتاب "صدام الحضارات " انا ظاهره العنف العالمي بسبب تحول السياسي من الايديولوجي الى الثقافي أن العلاقات السياسيه المحلية والعالمية، كانت متاثره في فتره الحرب البارده بالعامل الايديولوجي.
يعني سامويل هنتجتون "بالأيديولوجي" تلك الرابطة الفكرية، التي تنطوي على تصورات اقتصادية وسياسية والتي تنظم العلاقات بين الحاكم والمحكوم.
في فترة الحرب الباردة كانت المجموعات البشرية تتألف على اساس تشابهها في التصورات الإقتصادية.
اما حين انتهت الحرب الباردة اضحى الانتماء العرقي والديني والحضاري هو المحدد للعلاقات السياسية بما ان كل مجموعه ثقافيه تشعر بالاعتزاز بمقوماتها.
وتزدري مقومات الاخرين فانه ينشا بين تلك الهويات حالة من الصدام والصراع . لذلك سامويل يسمى هذه الحاله "بصدام الحضارات".
فعلي الصعيد المحلي يتجلى الصراع الثقافي بين افراد الكيان السياسي الواحد، وعلى الصعيد العالمي يتجلى هذا الصراع في الحروب بين الدول.
يؤكد سامويل ان العالم الان يعيش في الصراع الحضاري.
يقول سامويل هنتجتون ( في العالم الجديد يعاد رسم الحدود السياسية لكي تتوافق مع الحدود الثقافية العرقية و الدينية )
في هذا السياق يميز سامويل بين العلاقات في فتره الحرب الباردة، وفي فتره تحقق النظام العالمي الجديد. حيث يقول ( لقد حل سؤال من انت محل سؤال الي اي جانب انت).
نقاش
يبدو أن المؤلف قد انحاز ولم يكن موضوعيا حيث نسب للخصوصيات كامل المسؤولية عن كل ما يشهده العالم من صراع .
وعود الكوني التواصلية
إذ كان سامويل هنتنجتون يحمل الخصوصيات مسؤولية النزاع الذي يعترض الإنسان اليوم،
إلا أن بودريار يوجه أصابع الاتهام الى الكون العنيف الذي نشأ علي انقاض الكوني القيمي.
ماذا يقصد بودريار بالكون القيم؟
يطلق بودريار على مفهوم الكون معاني مدحية من قبيل الفكر الكوني وكونية القيم.
تمثل هذه القيم في كونية حقوق الانسان مثل كونية الحريات وكونية الحرية الثقافية والديمقراطية. نشأت هذه الوعود في زمان عصر التنوير الذي يتميز بالجهل على الصعيد المعرفي والظلم على الصعيد السياسي.
كأن بودريار يميز بين عصر الظلمات،
وعصر الانوار، يتميز الاول بكل معاني المستهجنة اما الثاني تميز بكل المعاني المستحسنة.
في عصر التنوير طالب عدد الفلاسفة اطلق عليهم فلاسفة التنوير او فلاسفة الانوار، ب أن تسود القيم الكونيه وبشرو، الإنسانية بميلاد عصر الأنوار والحداثة.
تتمثل وعود فلاسفة الانوار على غرار( فولتير ومنتسكيو وديكارت وديدرو) على الصعيد الفكري يدعون الى سيادة العقل والاحتكام للعلم والمعرفة، يعتبر ديكارت ابو الحداثه" ان العقل هو اعدل الاشياء توزيعا بين البشر".
اما على الصعيد السياسي لقد شرع فلاسفة الأنوار الى مفهوم لحقوق الإنسان مطلقة.
فمن حق كل فرد التمتع بالديمقراطية والحرية، ثم اضاف فلاسفة الانوار الى الحقوق السياسية حقوق إقتصادية تتمثل في النضام الاقتصادي اللبرالي.
ماذا يقصد بودريار بالكون القيم؟
يطلق بودريار على مفهوم الكون معاني مدحية من قبيل الفكر الكوني وكونية القيم.
تمثل هذه القيم في كونية حقوق الانسان مثل كونية الحريات وكونية الحرية الثقافية والديمقراطية. نشأت هذه الوعود في زمان عصر التنوير الذي يتميز بالجهل على الصعيد المعرفي والظلم على الصعيد السياسي.
كأن بودريار يميز بين عصر الظلمات،
وعصر الانوار، يتميز الاول بكل معاني المستهجنة اما الثاني تميز بكل المعاني المستحسنة.
في عصر التنوير طالب عدد الفلاسفة اطلق عليهم فلاسفة التنوير او فلاسفة الانوار، ب أن تسود القيم الكونيه وبشرو، الإنسانية بميلاد عصر الأنوار والحداثة.
تتمثل وعود فلاسفة الانوار على غرار( فولتير ومنتسكيو وديكارت وديدرو) على الصعيد الفكري يدعون الى سيادة العقل والاحتكام للعلم والمعرفة، يعتبر ديكارت ابو الحداثه" ان العقل هو اعدل الاشياء توزيعا بين البشر".
اما على الصعيد السياسي لقد شرع فلاسفة الأنوار الى مفهوم لحقوق الإنسان مطلقة.
فمن حق كل فرد التمتع بالديمقراطية والحرية، ثم اضاف فلاسفة الانوار الى الحقوق السياسية حقوق إقتصادية تتمثل في النضام الاقتصادي اللبرالي.
انحراف الكوني القيمي وتهديد الخصوصيات
استخدم بودريار نفس المفاهيم التي تندرج في نفس السجل الدلالي من قبيل العنف والدمج والقوة والتي تشير الى طريقة انتشار القيم الكونية في العالم.
فقد سعى الغرب الى نشر هذه القيم عن طريق القوة المادية والتي تتحقق في الاستعمار . هكذا تحول مشروع التعايش المشترك الى محاولة دمج الهويات المتنوعة، في هوية واحدة غربية.
يمكن ان نطلق على هذا الانتقال من الكون القيمي الى الاستعمار، تسميه العولمة يعرف بودريار العولمة بأنها "الإنتشار العالمي لكل شيء ولأ شيء"
يسعى منظروها الى انتشارها أساسا بالقوة الاقتصادية
والقوة الإعلامية، والقوة الحضاري، فالكوني يهلك في العولمة.
كانت الوسيلة مقوضة للغاية، فالغاية هي نشر القيم الكونية. اما الوسيلة التي أعتمدت في نشر هذه القيم هي القوة هكذا قوضت الوسيلة الغاية.
إمكانية تحقيق التواصل الكوني بين البشر
معطلات تحقيق التواصل الكوني بين الخصوصيات
يعترف ادغار موران بوجود عوائق كثيرة تعطل التواصل بين البشر . سواء كان على الصعيد الفردي أو علي الصعيد الجماعي بين الخصوصيات، ورغم هذا الاعتراف، فإنه لا يتوانى في التبشير بإمكانية تحقيق التواصل بدل الفصل كأننا بادغار موران، يتقمص مهمة طبيب الانساني على حد تعبير نيتشة.
فقد شخص الداء الذي تعاني منه الانسانيه وهو الفصل وصف الدواء وهو الوصل.
يفسر ادغار موران صعوبات التواصل بين البشر بأسباب موضعية واخرى فكرية، لذلك يقول "ان العقول العاجزه عن تصور وحده الكثرة وكثرة الوحدة لا تقدر على تصور امكانيه التواصل بين البشر".
البشر حسب ادغار موران هم كثرة لا متناهية وغير قابلة للاتحاد.
ان البشر وفق هذا التصور هم افراد شديد التميز فلكل فرد مميزاته الفردية، التي تجعله متميز تماما عن الغير . لكل فرد طريقة تفكير وطريقة وجوده
فيالعالم ومزاجه الخاص.
يوجه ادغار موران في هذا المستوي التحليلي اللوم علي من يعتقد بإمكانية دمج البشر.
شروط تحقيق التواصل بين الخصوصيات
يبدو ادغار موران متفائل فلسفيا بامكانية تحقيق التواصل والتعايش بين البشر . رغم البلوغ اختلافاتهم حد الخلاف بيد أن لهذا التفاؤل شرط امكان فلسفي .
فما هي شروط التواصل بين البشر؟
يجب النظر الى مسألة الانسان من زاوية الكثرة لا من زاوية الوحدة لذلك يعتمد ادغار موران تفكير مركب ويدعو الي:
تطوير مفهوم الفرد
ليس النوع الانساني بسيط وانما هو مرك متعدد الابعاد، ومتعدد المنابع ومتطور.
لقد انتقلنا من إنية بسيط مكتفية بذاتها الى ذات مركبة متعددة الاقطاب مثل وعي، اراد، حريه، لا وعي...
تطوير مفهوم النوع البشري
يدعو ادغار موران الي وجود تطور وتنوع بيولوجي، كما يدعو لملاحضة ما يشهده النوع البشري من تطور.
تطوير مفهوم الثقافة
يجب ملاحظة كثرة الثقافات وتنوعها لكل جماعة انسانية، ثقافة تميزها عن غيرها فلكل خصوصية ثقافية لسانها الخاص ومعتقداتها الدينية الخاصة. ورؤيتها للعالم المميزة كما يدعو الى ملاحظة ما يعتري كل هوية ثقافية، أو كل ثقافة على حدي من تطور تاريخي وتغير.
مثال تطور المعتقدات الدينية او تطور اللسان الخاص بكل مجموعة، كما نلاحظ ان عناصر الثقافة الواحده مثل اللغة او المقدس أو الحضارة، تشهد تطور وتبدل تاريخيين .
يبدو إدغار منتصر لمعاني التنوع والاختلاف والتطور والتباين.
على حساب التجانس والثبات يبدو ان المفكر التركيبي لم يتغافل على ما ينطوي عليه مفهوم الكثرة من وحدة، وبالفعل يدعونا ان نطول مفهوم الكثرة في اتجاه الاعتراف بالوحدة.
تطوير مفهوم الكثرة
يلاحظ ادغار موران انا تعدد الالسن يخفي في صيغته وحده اللغه اذ يمكن تحقيق التواصل بين الالسن المختلفه عن طريق الترجمة.
ورغم تعدد الاديان وكثره الطقوس الدينيه داخل المعتقد الديني الواحد الا انا المقدس الديني واحد.
كما يمكن ان نكتشف مع بودريار اتحاد المجتمع الانساني في الطابع الاستهلاكي رغم الاختلاف الحضاري بين المجتمعات.
15 سبتمبر هو اول ايام السنة الدراسية يتمني مدير موقع عالم البكالوريا التوفيق للجميع.