تلخيص درس تونس أثناء الحرب العالمية الثانية، بكالوريا أداب و إقتصاد و تصرف
مقدمة :
كانت تونس في الفترة التاريخية الممتدة بين نوفمبر 1942 و ماي 1943 بمثابة ساحة معركة بين المحور و الحلفاء . وكان للحرب العالمية الثانية تأثير شامل علي الوضع في البلاد و علي سلطة الحماية الفرنسية ، وكانت سبب في إنتعاش العمل الوطني في تلك الفترة.فماهي مميزات هذه الفترة و كيف كان تأثيرها علي التونسيين ؟
الضرفية الداخلية و الخارجية
الضرفية الداخلية:سياسة القمع و تأجج الإغضب الشعبي
فما الحلفاء بعمليات إنزال و تقدم في المغرب و الجزائر بهدف تطهير شمال إفريقيا من قواة الجنرال "رومل" اللذي تراجع من تونس و ليبيا فاسحا المجال امام تقدم الجيش الثامن تحت قيادة "مكنوا" و" منتمغري" اللذين تمكنو من اختراق الجبهة الألمانية و إجبارها علي الإستسلام في 12 ماي 1943.
وقت تسببت هذه الحرب بالكثير من الأضرار و الخسائر البشرية و المادية في البلاد التونسية ، حيث تدمرت الكثير من المباني وتشرد اكثر من 100 ألف شخص و سقوط عدد كبير من القتلى المدنيين ، إضافة لعدد كبير من الجرحي.
أدي ذلك لتفشي الفقر و البؤس و نقص في المواد الأساسية و انتشار السوق السوداء و تدهور مستوي العيش . وفوق كل هذا قامت فرنسا بإقرار التجنيد الذي شمل اكثر من 45 ألف شخص وتسخير عدد كبير من التونسيين للعمل في الخسائر الفرنسية .
إضافة الي هذا إعتمدت فرنسا سياسة القمع و الترهيب ، و إعتقال و سجن الألاف بتهمة التعاون مع المحور وهو ما تسبب بإحتجاجاة واسعة في منطقة "المرازيق" و منطقة " زرمدين" في الساحل التونسي و منطقة " رأس الجبل ".
يمكنك الإطلال علي ملخص درس الأنظمة الكليانية أوروبي من هنا
خارجيا : إندحار فرنسا و تراجع نفوذها علي المستعمرات
خضع جزء كبير من فرنسا الإحتلال الألماني وتركيز حكومة " فيشي" الموالية لها سنة 1940 . مما أدي إلي فقدان فرنسا لهيبتها و إشعاعها علي مستعمراتها، وتصاعدت أسواط مناهضة للإستعمار نتيجة الدعاية المحور ، كما قامت فرنسا بإطلاق سراح الموقفين في فرنسا في مارس 1943 تحت ضغط من قواة المحور .
ونتيجة لهذا الضغط عادت بعض الصحف التونسية للعمل مثل النهضة و الزهرة و أطلق سراح الموقوفين في الجزائر وفقدت فرنسا إشعاعها السياسي و نفوذها الدولي و المعنوي.
مساعي المنصف باي
استغل المنصف باي فترة الضعف الذي تمر به السلطة الفرنسية لإثبات السيادة التونسية ، فقام في أوت 1942 يبعث برقية لحكومة فيشي تضم عدة مطالب منها بعث مجلس تشريعي إستشاري ، و إصلاح الوضع الإقتصادي و الإجتماعي و عدم تغييب التونسيين في المجالس البلدية ، كما عمل علي نقد سياسة التمييز الإستعماري وقام بتشكيل حكومة وطنية برأسة محمد شنيق في جانفي 1943 ، عملت علي إلغاء أمر 1898 المتعلق للأراضي الأحباس و المساواة في الأجور بين العمال الفرنسيين و التونسيين.
الحركة الوطنية التونسية في فترة الحرب العالمية الثانية.
تكاتف القوي الوطنية ضد الإستعمار .
بعد إستبعاد المنصف باي ونفيه بسبب مواقفه الوطنية تحول الي رمز سيادة وطنية إلتف حولها الدستوريون الجدد و القدامي، حيث تضم التونسيين مضاهرات تندد بقرار سلطة الحماية ورفضو الباي الجديد وهو محمد أمين باي. وبلورة الحركة الوطنية برنامج يقوم علي المطالبة بإقامة نضام ملكي ديتوري و حكم ذاتي .
وفي سنة 1945 تحديدا يوم 22 فيفري تم الإعلان علي قيام الجبهة الوطنية التونسية وعملت علي جمع شتات مختلف التيارات الوطنية ، وقد عبرت مضاهرات 8 ماي 1945 علي تكاتف كل القوي الوطنية ضد الإستعمار الفرنسي.
إنتعاش العمل الوطني.
فما الوطنية التونسيين سرا بتنظيم الإجتماعات و الإحتجاجات المناهضة للإستعمار و إقامة الإجتماعات و إصدار المنشورات وعملت علي ضم مختلف شرائح المجتمع التونسي للحراك الوطني و في عهد المنصف باي خرج العمل الوطني من السرية فأسس الحرب العديد من المنضمات مثل الهلال الأحمر التونسي و الكشافة و عادت الصحف للصدور وقامت الحركة الوطنية بمساندة الحلفاء للإستفادة من إنتصارهم.
خاتمة
مثلت الضرفية الناتجة عن الحرب العالمية الثانية فرصة لنشاط العمل الوطني خلال هذه الفترة، حيثتضافرت ضروف داخلية وخارجية في البلاد التونسية احسنت إستغلالها الحركة الوطنية خلال هذه الفترة لتضييق الخناق علي المستعمر الفرنسي .