ازمه الثلاثينات الاقتصاديه
مقدمة
تعتبر أزمة الثلاثينيات اكبر كارثه في القرن . إنطلقت من الولايات المتحدة الأمريكية، وشملت كل الدول الأوروبية باستثناء الإتحاد السوفياتي . طالت مدتها
وافرزت نتائج في مختلف المجالات.
فما هي أسباب ومظاهر هذه الأزمة ؟
وكيف كانت نتائجها؟
أسباب أزمة الثلاثينات الإقتصادية
وفرت الإنتاج وقصور الطلب
أزمة القطاع الفلاحي
عرفت الولايات المتحدة الامريكية زيادة في الانتاج الفلاحي خلال العشرينات، بسبب قيام الفلاحين بعصير ممتلكاتهم، من خلال اخذ القروض ورهن ممتلكاتهم لدى البنوك.تزامن ذلك مع إستعادة أوروبا لمكانتها الإقتصادية وهو ما ادى الى تكدس فوائض الانتاج في الاسواق الأمريكية.
وهو ما ادى الى انهيار اسعار مختلف المواد وعجز الفلاحين عن تسديد ديونهم.
في المستوى الصناعي
عرف القطاع الصناعي نمو كبير في فترة العشرينات لكن ذلك لم يتزامن مع زيادة الأجور فتقلصت بذلك القدره الاستهلاكية. فلاحت بوادر الكساد في الاسواق من خلال تراجع الأسعار لمختلف المنتوجات الهامة.
مثل الفولاذ والسيارات ولم تنجح سياسة القروض والإشهار في دفع الإستهلاك.
المضاربة في البورصة
إرتفعت قيمة اسهم الشركات في البورصة وتزايدت مرابيحها، وهو ما دفع الأمريكيين الى إقبالهم على شراء الاسهم في كثير من الاحيان باستعمال القروض.
وقد ادت عمليه الإحتكار الى ارتفاع غير عادي قيمة مبيعات الأسهم.
وصلت الى حد 27 مليار دولار سنة 1925 وارتفعت بشكل خيالي لتصل الى 87 مليار دولار سنه 1926.
بينما لم يرتفع الانتاج الصناعي بتلك الفترة إلا بنسبه 13 % مقارنة بما تدره من ارباح و ارتفاع فوائد القروض.
انتشار أزمة الثلاثينات في العالم
من الأزمة المالية الي الأزمة الاقتصادية
الأزمة المالية
انهارت اسعار الأسهم في بورصه ولستريت نيويورك،
نتيجة عرض كميات كبيرة من الأسهم للبيع في اكتوبر 1929 فيما عرف بالخميس الاسود.
تراوحت الخسائر بين 40 و 60% وفقدت الأسهم ثلاثة ارباع قيمتها بين 1920 و 1932 وهو ما أدى الى افلاس الكثير من البنوك.
وأصيب الاقتصاد بالشلل، وتحولت الأزمة الي أزمة اقتصادية شاملة.
مضاهر الأزمة الاقتصادية و الاجتماعية
انهارت اسعار المنتجات الفلاحية وانخفض الانتاج الصناعي بحوالي نصف بين سنتين 1923 و 1932.
وأجبر الفلاحون على التخلي عن اراضيهم لفائدة البنوك بسبب عجزهم عن تسديد الديون.
الأزمة الاجتماعية
تفاقمت البطاله لتصل الى عشر سكان الولايات المتحدة الامريكية وهو ما ادى الى نقص الاستهلاك وبالتالي اصبحت الازمة تغذي الازمة.
اعتمدت الولايات المتحدة سياسة حمائية منذ سنة 1930 وقامت الآليات المتحكم الأمريكية برفع المعالم الجمركية، فكانت ذلك من اسباب انتشار الازمة في العالم.
عولمة الأزمه في العالم
شملت الأزمة كل انحاء العالم الا الاتحاد السوفياتي.
الذي لم يكن إقتصاده رأس مالي، وبسبب أهمية الوزن المالي لاقتصاد الولايات المتحدة الامريكية التي سحبت أموالها من أوروبا.
وهو ما أدى الى إفلاس العديد من البنوك الاوروبية كما طبقت الولايات المتحدة الأمريكية منذ سنه 1930 سياسة حمائية . فتراجعت وارداتها وصادراتها نحو بقية بلدان العالم.
من ابرز الاقطار المتضررة (النمسا وألمانيا وإنجلترا)
التي توقفت بورصاتها وتراجعت قيمة الصادرات فيها
الى 70 % . وبصفة متأخره فرنسا ثم انتقلت لدول الحديثه والمستعمرات.
نتائج الأزمة
النتائج الاجتماعية
من ابرز النتائج تفاقم البطالة وإحتداد التناقضات.تفا قم ظاهرة البطالة، ليبلغ عدد العاطلين عن العمل 30 مليون سنه 1930.
وشملت جميع المهن كما شملت الأزمة مختلف الفئات الإجتماعية، نتيجه الافلاس مؤسساتهم الصناعية.
وعجز الفلاحين عن تسديد الديون ومصادرة اراضيهم من قبل البنوك . وهو ما أدى الى انتشار الفقر والبؤس في وقت يتم فيه اتلاف المحاصيل الزراعيه.
اي هذا الوضع الى احتداد التناقضات الاجتماعيه بين الفقراء والاغنياء والسود والبيض.
النتائج اقتصادية
الي جانب انهيار الانتاج الفلاحي والصناعي وإفلاس المؤسسات.
أدت أزمة الثلاثينيات تنامي السياسات الحمائية، التي انطلقت سنه 1930 بالولايات المتحده الامريكية. ثم انتشرت الى الدول الأوروبية وهو ما قاد الي إنهيار التجارة العالمية . إنقسم العالم الى مناطق نقدية منفصل.
النتائج السياسية
ساهمت أزمة الثلاثينات الاقتصادية في تنامي نشاط الاحزاب السياسية اليمينية واليسارية المتطرفة .
فتدعم النظام الفاشي في إيطاليا، ووصل الحزب النازي الى السلطة في المانيا . مستغلة عجز الاحزاب الديمقراطية التي فشلت في ايجاد حلول للأزمة.
وفي هذا الاطار تقاربت الأنظمة الكليانية في مواجهة الانظمة الديمقراطية.
واصبحت تحمل نظرة موحدة لاقتسام العالم وهو ما سيؤدي لتوتر العلاقات بين الدول.
سياسات متباينه للخروج من الأزمة
الليبراليه القديمه: اعتمدت سياسة الانتظار والانكماش المالي لعودة التشغيل.اللبرالية الحديثة: برزت نظريات اقتصاديه جديدة.
ابرزها نظرية جون مينكانيس.
الذي دعي الى لعب الدولة دور رئيسي في الاقتصاد.
من خلال بعث مشاريع تنموية للحد من البطالة ورفع مداخيل الدول.
وضمن جون مين كاينس مجمل نظرياته في كتاب "النظرية العامة للعمل والفائدة والعملة". ونجد صدي لهذه الافكار في برنامج الرئيس الامريكي روزفلت.
ويتجسد في برنامج النودل الذي شمل مختلف الميادين وبفضل هذا البرنامج تمكنت الولايات المتحدة الامريكية التخفيف من الازمه، التي تواسط الى حد اندلاع الحرب العالميه الثانية . بعد مطالبه الانظمه الكليانيه بتوسيع نفوذها لتحقيق المجال الحيوي.
- لضمان فهم الدرس يمكنك الإطلاع علي الدرس الحرب العالمية الأولي.
- والإطلاع علي درس الثورة البلشيفية
لان التاريخ يقرء وفق حلقات اذا غابت منه حلقة فقدت بقية الحلقات.